المغرب يتقدم بملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030
2025-10-18 05:01:23
في خطوة طموحة لتوسيع نطاق الاستضافة الرياضية العالمية، أعلن الديوان الملكي المغربي عن تعيين فوزي لقجع رئيساً للجنة الترشيح المشترك لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال. يأتي هذا القرار الملكي تتويجاً لمساعي المغرب لتصبح ثاني دولة عربية تستضيف البطولة بعد قطر 2022، والثانية إفريقياً بعد جنوب إفريقيا 2010.
فوزي لقجع، الذي يجمع بين منصبي رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، سيتولى قيادة هذا الملف الرياضي الكبير الذي يحمل رمزية خاصة تجسد جسراً للتواصل بين القارات. حيث أكد البيان الرسمي أن الترشيح المشترك “سيحمل عنوان الربط بين أفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الأفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي”.
هذا المشروع المشترك يأتي في إطار دينامية جديدة بعد أن كانت أوكرانيا شريكاً محتملاً في الملف الأوروبي قبل أن يحول الحرب مع روسيا دون ذلك. ويُمثل المغرب في هذا التحالف القاري الجديد خياراً استراتيجياً يعكس مكانته الرياضية والدبلوماسية المتنامية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس أول ترشيح مغربي لاستضافة الكأس العالمية، فقد سبق للمملكة التقدم بطلب لاستضافة نسخة 2010، لكنها حصدت 10 أصوات فقط وخسرت الفرصة لصالح جنوب إفريقيا. إلا أن المشهد الرياضي المغربي شهد تحولاً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث استضاف المملكة كأس العالم للأندية هذا العام، وقدم المنتخب الوطني أداءً تاريخياً في كأس العالم قطر 2022 بتأهله إلى نصف النهائي كأول فريق إفريقي يصل إلى هذه المرحلة.
يذكر أن المنافسة على استضافة نسخة 2030 ستكون قوية، حيث تقدمت دول أمريكا الجنوبية (الأرجنتين، باراغواي، تشيلي، الأوروغواي) بترشيح مشترك احتفالاً بمرور 100 عام على تنظيم أول بطولة عالمية في الأوروغواي عام 1930. كما أن نسخة 2026 ستستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بمشاركة 48 فريقاً للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
يظل هذا الترشيح المشروع بين المغرب وإسبانيا والبرتغال تجربة فريدة في تاريخ كرة القدم العالمية، تجمع بين ثقافات متعددة وتاريخ عريق، وتمثل فرصة لتعزيز أواصر التعاون بين ضفتي المتوسط، وتكريس الدور الريادي للمغرب كجسر للتواصل بين العالم العربي وأوروبا وإفريقيا.